ماذا تعرف عن النرجسية الصحية؟

ماذا تعرف عن النرجسية الصحية؟
TT

ماذا تعرف عن النرجسية الصحية؟

ماذا تعرف عن النرجسية الصحية؟

تعد «النرجسية» من المصطلحات سيئة السمعة، ذلك أنها دومًا ما ترتبط في الأذهان بنمط مقيت من الشخصيات، ويعتبرها البعض مرضًا نفسيًا خطيرًا. وحسبما يوضح مقال نشرته مجلة «سيكولوجي توداي»، فإن اضطراب الشخصية النرجسية أمر شديد السلبية بالفعل وتتسم الشخصية المصابة به بسمات كريهة، مثل الغطرسة والولع المفرط بالذات والحاجة المستمرة لإطراء الآخرين والافتقار إلى التعاطف مع الغير.
ومع هذا، يشرح المقال أن «النرجسية» في حد ذاتها، على خلاف الاعتقاد الشائع، ليست أمرًا سلبيًا ولا حتى إيجابيًا، وإنما هي سلسلة متصلة تبدأ من طرف صحي وتنتهي عند طرف آخر مرضي.
بالنسبة للصورة الصحية من النرجسية، فإنها ترتبط على نحو وثيق بالاعتداد بالذات وتقديرها، لكنها ليست مطابقة تمامًا لهما. في الحقيقة، تتمثل النرجسية الصحية في شعور المرء باللذة والسعادة تجاه جماله، وأسلوب تفكيره وإنجازه لمهمة صعبة على نحو جيد. إنها شعور المرء بسعادة ونشوة تجاه نفسه.
ولا تخلو مراحل نمو الإنسان من مرحلة نرجسية يكون من الطبيعي تمامًا خلالها تركز جل اهتمام الإنسان على نفسه. وتبدأ المرحلة النرجسية في النمو من قرابة العامين - ذات العمر الذي يبدأ الإنسان عنده في الحديث. في تلك الفترة، يبدأ الأطفال في استخدام كلمات «أنا» و«لا»، ويتصرفون باستمرار باعتبار أن العالم بأكمله يدور حولهم، دون اهتمام باحتياجات ورغبات الآخرين.
في المقابل، نجد أن النرجسية بوجهها الصحي، التي يصفها البعض ببناء «علاقة غرام مع العالم»، أمر يمكن للبالغين الإبقاء عليه، لكن دونما الاعتقاد أن المرء محور الكون. إنها ببساطة شعور الإنسان بالسعادة والجزل حيال ذاته والبصمة التي يتركها على العالم من حوله.
وتكمن أهمية النرجسية الصحية في أن شعورك بالسعادة والرضا تجاه ذاتك خير معين لك لاجتياز اللحظات العصيبة والإخفاقات التي قد تواجهها. كما أن شعور المرء بالسعادة تجاه جماله الخارجي يعينه على اجتياز لحظات الإحباط والفشل العاطفي بسلام.
وللأسف، يعجز بعض الأشخاص في تنمية شعور بالنرجسية الإيجابية وحب الذات الصحي لديهم، الأمر الذي قد تقف وراءه عوامل مختلفة، منها وجود أبوين شديدي الأنانية يستحوذان على كل اهتمام أطفالهم، على نحو لا يترك للأطفال فرصة لتوجيه بعض الاهتمام لأنفسهم.
ومن بين الأسباب المحتملة الأخرى خوف الطفل من التعرض لعقاب أو معاملة عدوانية من المحيطين حال تفوقه بمجال ما، الأمر الذي يدفعه لإخفاء أو كبت تفوقه عمدًا.



مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
TT

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية

في سابقة جديدة، تسعى من خلالها وزارة الثقافة المصرية إلى تكريس «تقدير رموز مصر الإبداعية» ستُطلق النسخة الأولى من «يوم الثقافة»، التي من المقرر أن تشهد احتفاءً خاصاً بالفنانين المصريين الذي رحلوا عن عالمنا خلال العام الماضي.

ووفق وزارة الثقافة المصرية، فإن الاحتفالية ستُقام، مساء الأربعاء المقبل، على المسرح الكبير في دار الأوبرا، من إخراج الفنان خالد جلال، وتتضمّن تكريم أسماء عددٍ من الرموز الفنية والثقافية الراحلة خلال 2024، التي أثرت الساحة المصرية بأعمالها الخالدة، من بينهم الفنان حسن يوسف، والفنان مصطفى فهمي، والكاتب والمخرج بشير الديك، والفنان أحمد عدوية، والفنان نبيل الحلفاوي، والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والفنان صلاح السعدني، والفنان التشكيلي حلمي التوني.

أحمد عدوية (حساب نجله محمد في فيسبوك)

وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري في تصريحات الأحد، إن الاحتفال بيوم الثقافة جاء ليكون مناسبة وطنية تكرم صُنّاع الهوية الثقافية المصرية، مشيراً إلى أن «هذا اليوم سيُعبِّر عن الثقافة بمعناها الأوسع والأشمل».

وأوضح الوزير أن «اختيار النقابات الفنية ولجان المجلس الأعلى للثقافة للمكرمين تم بناءً على مسيرتهم المميزة وإسهاماتهم في ترسيخ الهوية الفكرية والإبداعية لمصر». كما أشار إلى أن الدولة المصرية تهدف إلى أن يُصبح يوم الثقافة تقليداً سنوياً يُبرز إنجازات المتميزين من أبناء الوطن، ويحتفي بالرموز الفكرية والإبداعية التي تركت أثراً عظيماً في تاريخ الثقافة المصرية.

وفي شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، رحل الفنان المصري الكبير صلاح السعدني، الذي اشتهر بلقب «عمدة الدراما المصرية»، عن عمر ناهز 81 عاماً، وقدم الفنان الراحل المولود في محافظة المنوفية (دلتا مصر) عام 1943 أكثر من 200 عمل فني.

صلاح السعدني (أرشيفية)

كما ودّعت مصر في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2024 كذلك الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد رحلة طويلة مفعمة بالبهجة والحب، مُخلفاً حالة من الحزن في الوسط التشكيلي والثقافي المصري، فقد تميَّز التوني الحاصل على جوائز عربية وعالمية عدّة، بـ«اشتباكه» مع التراث المصري ومفرداته وقيمه ورموزه، واشتهر برسم عالم المرأة، الذي عدّه «عالماً لا ينفصل عن عالم الحب».

وفي وقت لاحق من العام نفسه، غيّب الموت الفنان المصري حسن يوسف الذي كان أحد أبرز الوجوه السينمائية في حقبتي الستينات والسبعينات عن عمر ناهز 90 عاماً. وبدأ يوسف المُلقب بـ«الولد الشقي» والمولود في القاهرة عام 1934، مشواره الفني من «المسرح القومي» ومنه إلى السينما التي قدم خلالها عدداً كبيراً من الأعمال من بينها «الخطايا»، و«الباب المفتوح»، و«للرجال فقط»، و«الشياطين الثلاثة»، و«مطلوب أرملة»، و«شاطئ المرح»، و«السيرك»، و«الزواج على الطريقة الحديثة»، و«فتاة الاستعراض»، و«7 أيام في الجنة»، و«كفاني يا قلب».

الفنان حسن يوسف وزوجته شمس البارودي (صفحة شمس على فيسبوك)

وعقب وفاة حسن يوسف بساعات رحل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض.

وجدّدت وفاة الفنان نبيل الحلفاوي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الحزن في الوسط الفني، فقد رحل بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

السيناريست المصري بشير الديك (وزارة الثقافة)

وطوى عام 2024 صفحته الأخيرة برحيل الكاتب والمخرج بشير الديك، إثر صراع مع المرض شهدته أيامه الأخيرة، بالإضافة إلى رحيل «أيقونة» الأغنية الشعبية المصرية أحمد عدوية، قبيل نهاية العام.